إلى زكية الضيفاوي في سجنها
بمناسبة العودة المدرسية
أيام قليلة تفصلنا على بداية العام الدراسي، ولا تزال الأستاذة زكية الضيفاوي حبيسة زنزانتها محرومة من العودة إلى أجواء الدراسة.
سؤال يخطر ببالي : هل يظن الحكم أنه بسجن زكية سجن أفكار الحرية والعدالة وقتلها في عقائد الأحرار...؟
لا أظن أن زكية مستسلمة أو يعتريها اليأس والقنوط من مسرحية السجن والقمع... فأنا عهدتها دائما مكافحة، شامخة، معارضة للحكم الاستبدادي والتسلّط الذكوري ومن أجل أفكار المساواة ناضلت في محيط دراسي وأسري وإجتماعي، تحكمه النظرة التقليدية والإحتقارية للمرأة، حتّى أنها لم تسلم من سياط نخبة القيروان الذين رفضوا انضمامها إلى إضراب جوع مساندة لهيئة 18 أكتوبر لكونها امرأة ،لم تستسلم وأضربت عن الطعام في منزلها ، وواصلت النضال بإرادة لم تدحر ولم تحبط ، بعزيمة متجّذرة في عمق وجدان زكية المناضلة العنيدة والعاشقة لخضراء كما تسمّي تونس دائما...
انتقلت من القيروان إلى قفصة لتحتفي على طريقتها بأحداث الحوض المنجمي منذ اندلاعها تضامنت واعتصمت وتظاهرت وكتبت أيضا، كانت تؤمن أنّ أحداث الحوض المنجمي درس في الكرامة والشهامة لبقيّة الشعب التونسي وأنّ الوقوف مع أهالي قفصة في نضالهم واجب وطني معلّمة درسا آخر لأصحاب أنصاف المواقف وتجارّ معاناة الشعوب وسماسرة الوطن معلّمة إياهم مايلي:"عندما لاتجرؤ على مواجهة النيران وهي في ذروة اندلاعها وانتشارها، لاتكن بطلا على الرماد..."
قطعا ستفتقدك أقسام المعهد وتلاميذك وبعض الشرفاء من زملائك الذين لن ينسوا أنّك امرأة من زمن آخر... تؤمن بمنطق الولاء للحرية على حساب حريتها...
"ولو أنا على حجر ذبحنا ،لن نقول نعم ... "
أنا لا أجاملك صديقتي لأني عهدتك دائما قويّة، صلبة. لن أنسى آخر لقاء " صبيحة السبت26 جويلية 2008" جمعنا وآخر جملة نطقتها قبل توديعي ماذا قدّمنا للوطن من تضحيات مقارنة مع الذين قدّموا فعلا..؟
كلنا ننتظرك قبل العودة المدرسية لتعلّمي الأجيال معنى النضال وكيف أن نتنّسم ضوعة الحرية في حكم الطغاة.
كل عام وأنت حرّة صديقتي زكية...
خولة الفرشيشي
http://www.kalimatunisie.com/
lundi 15 septembre 2008
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire